الأمراض النفسية.. هل يمكن أن تتحول إلى مرض جسماني؟

صحة

قال اختصاصي الأمراض النفسية بمركز ماربل في قطر الدكتور قيس عثمان، إن الأمراض النفسية الجسمانية (النفسجسمانية) هي عبارة عن مجموعة من الشكاوى والأعراض والأمراض التي ليس لها أساس عضوي، إذ لا يتم العثور على أي مشكلة مرضية بعد القيام بالفحص والتحاليل والكشف السريري.

وأكد ضيف برنامج (مع الحكيم) أن العديد من الأمراض الجسدية تُعزى إلى مرض نفسي، وتكون مرتبطة بمشكلة نفسية، وتزداد بارتفاع حدة المرض وتقل الأعراض الجسدية بنقص المشكلة النفسية.

ومن أبرز الأعراض الجسدية التي تنتج عن المشاكل النفسية أمراض الجهاز الهضمي، حيث يشكو نحو 50% من مراجعي عيادات الباطنة في العالم من أعراض هضمية تُعزى إلى الأمراض النفسية.

وأشهر أمراض الجهاز الهضمي المرتبطة بالأمراض النفسية هي القولون العصبي وقرحة الشدة في المعدة، حيث يعبّر الجسم عن الضغط النفسي عن طريق ألم البطن وتشنجات الغازات.

ويعاني نحو 30% من مراجعي عيادات القلب والأوعية الدموية أعراضا تكون بسبب الأمراض النفسية، كما أن جميع أجهزة الجسم يمكن أن تتأثر بالمشاكل النفسية سواء كانت العظام أو المفاصل أو الجلد أو المثانة وغيرها

وأضاف الدكتور قيس أن الآلية التي يعبّر بها الجهاز النفسي عن مشاكله بأعراض جسدية هي آلية لا شعورية، حيث يكون لدى الشخص نزعات أو دوافع أو مخاوف يتم كبتها بآلية لا شعورية فلا تجد متنفسا لكي تعبّر عن نفسها إلا من خلال إعلال الجسم وظهور الأعراض الجسدية.

وبما أن هذه الآلية لا شعورية، فإن المريض لا يدرك أنها تحدث، فعادة يأتي المريض إلى العيادة النفسية بعد سلسلة من الإجراءات الجسدية، عندما لا تظهر الإجراءات الطبية من تحليل وتنظير وتخطيط أي تغيير مرضي، أو بعد عدم استجابة جسده للعلاج، فعندها يلجأ المريض إلى العلاج النفسي، لذا حذر الطبيب من اتهام المرضى بالكذب أو التمثيل أو الاحتيال.

ووفقا لاختصاصي الأمراض النفسية، فإن الأعراض النفسية الجسدية تتميز بأنها متنقلة، فقد يشكو المريض اليوم من الجهاز الهضمي ثم يشكو بعد أيام من المفاصل، وكل ما سبق يوحي بأن الأعراض الجسدية سببها نفسي

وأضاف أن الأعراض “النفسجسمانية” ليس لها عمر، فهي تبدأ عند الأطفال بعمر ثلاث سنوات في سن الذهاب إلى الروضة ودور الحضانة.

وأشار ضيف البرنامج إلى أن العلاج يبدأ عادة عن طريق الجلسات “المعرفية السلوكية” التي تعمل على تعديل الأفكار السلبية المشوهة الموجودة لدى المريض.

وهناك مفهوم شائع بأن الأدوية النفسية تؤثر في المخ أو تسبب الإدمان، ولكن هذا ليس صحيحا، ولذلك يُفضَّل العلاج السلوكي، إلا أن خبراء علم النفس يفضلون الجمع بين العلاجين السلوكي والدوائي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *