مبدعة الرواية «مساكن الأمريكان»: أكتب عن الإسكندرية الأخرى

اخبار الفن

[ad_1]

حين يجد الصناع أن هناك عيبا ما فى منتجاتهم، يتعاملون معها على أنها مخلفات، وينقلونها إلى مكان أشبه بمستودع التخزين الذى يضم الأشياء غير المرغوب فيها، والأمر نفسه فعلته الأديبة هبة خميس فى روايتها «مساكن الأمريكان» حيث حولت المنطقة المعروفة بهذا فى الإسكندرية إلى ما يشبه المستودع، وتكشف «هبة» عن منطقة متوارية خلف صورة مدينة الإسكندرية النمطية التى يعرفها الجميع، كأنها تتحدث عن السكان الأصليين عبر الرواية الصادرة عن دار الشروق وتقول المؤلفة: منذ سنوات سمعت عن حادثة لمراهقة عابرة جنسياً تم اتهامها بالتحول لغرض العمل بالدعارة

ما زلت أذكر ذلك المكان الذى جاءت منه وهو مساكن الأمريكان وهو حى فى منطقة سيدى بشر بالإسكندرية بالغ العشوائية، فى تلك الفترة لم يكن خضع إلى الكثير من التغيرات، لذا فكرت فى الكتابة عن تلك المنطقة الغريبة، عن الإسكندرية المدينة التى يتغنى بها الناس رغم أنها تضم العشوائيات أيضاً، وقد تحدثنا مع صاحبة «مساكن الأمريكان» عبر الحوار التالى:

هل الرواية محاولة لكسر الصورة النمطية للإسكندرية؟
– بنسبة كبيرة نعم، لأننى أسكن تلك المدينة التى أشعر أحياناً حينما أقرأ عنها، أو أشاهدها فى السينما والتليفزيون، أننى أمام مدينة مغايرة، كأن الإسكندرية منطقة ضيقة مطلة على البحر، وسكانها مختلطون بأفراد الجاليات الأجنبية، ليست تلك المدينة التى أعرفها، فأنا نشأت فى منطقة بأكملها لم أختلط مع أجانب

ولم أقطن بناية تحمل طرزهم المعمارية، ولا أجلس كل يوم على البحر أتحدث معه، وفى الشتاء نختبيء، داخل بيوتنا لا نمشى أسفل المطر، الإسكندرية بالنسبة إلى هى عدة مدن وليست مدينة واحدة.

 

هل كان سبب اختيار فترة التسعينيات من القرن الماضى هو رصد شكل الإسكندرية قبل تعيين اللواء محمد عبد السلام المحجوب محافظا لها؟

– لم أقصد ذلك، كان اهتمامى نابعا من فترة التسعينيات نفسها، وغرابتها أحياناً لأنها من وجهة نظرى فترة سقطت من الأرشيف، توجد فى أذهان الناس فقط على شكل موجات من الحنين الدائم للأغانى وللملابس المميزة لتلك الفترة، أثناء البحث اكتشفت أن تولى عبد السلام المحجوب محافظاً للمدينة غير شكل المدينة بالكامل عبر توسعة «الكورنيش» فى البداية حتى البنايات العالية التى تحجب الهواء والبحر ،أدركت أن الوقوف على فترة التسعينيات يشبه الوقوف على أنقاض المدينة قبل تغيرها بالكامل .

تدور أحداث الرواية ما بين: الستينيات والتسعينيات، لكنك لم تذكرى تاريخ تلك الفترة، فلماذا؟
الزمن بالنسبة إلى ليس خطيا، أحب التحرك فيه بحرية، لذا لا أفضل تحديده بشكل دقيق فى الكتابة ، ربما أحدده من خلال الأحداث أو نمط المعيشة أو المكان نفسه .

ظهرت شخصيات الرواية كأنها أشباح هل كان ذلك تعبيرا بأنهم السكان الأصليون للإسكندرية؟
فى الرواية الشخصيات نازحون من الريف إلى الإسكندرية، حيث يحلمون بحياة أفضل وبحر واسع، لكن تلك المدينة تضغط على حياتهم وأحلامهم البسيطة ، الشبح فى الرواية لم يكن الشخصيات، لكنه تاريخ المكان الذى تغير.

المذياع كان ملاذا لخروج شخصيات العمل من أجواء الحياة الرتيبة، هل هى وسيلة لتخفف آلام البسطاء؟
– المميز فيه هو مساحة الخيال التى يمنحها لنا فيجعله أشبه بنافذة صغيرة نتنفس من خلالها، لكن كل شخصية تعاطت معه بشكل مختلف، ففى شخصية سعاد الأم البسيطة تعلقت بالمذياع مثل تعلقها بالنافذة، لكن فى شخصية الزوجة هناء تعلقت بالفتاوى التى تخرج منه وبالأخبار دون وجود مساحة كبيرة للخيال .

وما سبب اختيارك لفايزة أحمد وعمرو دياب لتكون أغانيهما مصاحبة لشخصيات الرواية؟
لا أستطيع الحديث عن التسعينات دون الالتفات لمطربها الأشهر وهو عمرودياب ، حينما كنت طفلة أتذكر صدور ألبوماته كحدث يجب علينا الاحتفاء به، وبانتشار عربات الكاسيت كان سماع أغانيه فى  الشارع هو السمة لتلك الفترة .

أما فايزة أحمد فمن الأجيال الأقدم التى لا يكف أحد عن الاستماع إليها .

لاحظت فى أعمالك السابقة وروايتك أنك تحبين كتابة «بورتريهات» للشخصيات ما سر انجذابك لهذه الكتابة؟
فى العادة أحب تأمل الناس وشخصياتهم، أحب متابعة ردود أفعالهم وحركاتهم البسيطة، ونمط حياتهم ،حينما أكتب لا أبتعد كثيراً عن طبيعة شخصيتى المتأملة، فأفرد للشخصيات حجماً كبيراً تكاد تكون المحور الذى ترتكز عليه عملية الكتابة بأكملها.

 

أقرا ايضا | صور| «مسرح ضخم بتكنولوجيا عالية».. تجهيزات حفل عمرو دياب بجامعة مصر



[ad_2]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *