“البريء” لعاطف الطيب.. جهات سيادية تدخلت لتغيير نهايته وأحمد

اخبار الفن

[ad_1]


03:00 م


الأحد 26 ديسمبر 2021

كتب- عبدالفتاح العجمي:

يحل اليوم الأحد، ذكرى ميلاد المخرج الكبير الراحل عاطف الطيب، إذ أنه من مواليد مركز المراغة بمحافظة سوهاج في 26 ديسمبر 1947.

عاطف الطيب درس في قسم اﻹخراج بالمعهد العالي للسينما وتخرج منه عام 1970، وخلال فترة الدراسة وبعدها، عمل كمساعد مع عدد من المخرجين، منهم مدحت بكير ومحمد شبل وسيد طنطاوي وشادي عبدالسلام ويوسف شاهين في أفلام منها: “٣ وجوه للحب، دعوة للحياة، جيوش الشمس، عيب يا لولو.. يا لولو عيب” وغيرها.

أفلام عاطف الطيب

بعدها أخرج أول فيلم طويل له “الغيرة القاتلة” عام 1982، وواصل بعدها مسيرته في اﻹخراج من خلال عدد كبير من الأفلام التي نالت نجاحًا نقديًا وجماهيريًا، منها: “سواق الأوتوبيس، ضد الحكومة، ملف في الآداب، دماء على الأسفلت، ناجي العلي، الهروب، الدنيا على جناح يمامة، كتيبة الإعدام، كشف المستور، ليلة ساخنة” وغيرها.

قصة فيلم البريء

ورغم تعدد الأفلام المهمة للغاية في مسيرة عاطف الطيب؛ يبقى لفيلم “البريء” (1986) مكانة خاصة، من ﺗﺄﻟﻴﻒ السيناريست الكبير الراحل وحيد حامد، مع النجوم: أحمد زكي، محمود عبدالعزيز، ممدوح عبدالعليم، إلهام شاهين، صلاح قابيل، جميل راتب، حسن حسني، ناهد سمير، وأحمد راتب وغيرهم.

“البريء” تدور قصته حول “أحمد سبع الليل” شاب فقير، لم يتمكن من تلقي تعليمه بسبب ظروف معيشته القاسية، يتعاطف معه “حسين وهدان” الشاب الجامعي المثقف، ويعلمه المبادئ الوطنية، ويشجعه على الالتحاق بالقوات المسلحة، ثم يُحول إلى حراسة المعتقلات، وهناك يتم غسل مخه وإيهامه أن كل من في المعتقل هم أعداء الوطن الذين يحاربون تقدم البلد، ويتم تعليمه الطاعة العمياء، ويتم القبض على “حسين وهدان” مع مجموعة من الطلاب اليساريين ويحوّلوا إلى نفس المعتقل الذي يخدم به “سبع الليل”، يلتقي الصديقان في لحظة فارقة تنكشف فيها الحقيقة للمجند المُغيّب، فيرفض تعذيب صديقه، يتم حبس الاثنين معا، يكشف “حسين وهدان” الحقيقة كاملة لـ”سبع الليل” الذي يثور بعدها ندما على ما فعل بالأبرياء، يتم قتل “حسين” بالأفاعي السامة -وهي ثعابين سامة حقيقية طالب أحمد زكي بوجودها في المشهد للمزيد من الواقعية- فيقرر “سبع الليل” الانتقام.

نهاية فيلم البريء

ولظروف أمنية، تم منع النهاية الأصلية للفيلم والتي يقوم فيها “أحمد سبع الليل” بقتل جميع الموجودين في المعسكر قبل أن يموت هو بيد زميل له، وتبلغ مدة المشهد الختامي المحذوف من النسخة الأصلية للفيلم حوالي ست دقائق، وتم حذف النهاية الأصلية للفيلم بعد تشكيل لجنة رقابية مكونة من وزير الدفاع أبو غزالة ووزير الداخلية أحمد رشدي ووزير الثقافة أحمد عبدالمقصود هيكل.

تحدث عن ذلك، وحيد حامد في ديسمبر 2015، خلال لقاء له مع الكاتب الصحفي والإعلامي مجدي الجلاد، في برنامجه “لازم نفهم” عبر شاشة extra cbc، وخلال اللقاء كشف أن جهات سيادية تدخلت لتغيير نهاية فيلم “البريء”، وقال: “فيلم البريء حتى هذه اللحظة يُعرض في القنوات الفضائية بدون نهايته الحقيقية، نهاية فيلم (البريء) اتغيرت لأن أحد المثقفين الكبار بعد ما شاف الفيلم في العرض الخاص، وقف وقال بأعلى صوته: ده كل عسكري أمن مركزي في إيده بندقية يحصل إيه لما يضربها في القائد بتاعه! خلصت الحكاية كده، حُذفت نهاية الفيلم وحصل حاجة كبيرة جدا وكانت قضية كبيرة، وجه 3 وزراء، وزير الدفاع المرحوم محمد عبدالحليم أبو غزالة، وزير الداخلية المرحوم أحمد رشدي، مع وزير الثقافة، وشافوا الفيلم، رغم أن الفيلم مفيش فيه حاجة والنهاية مفيش فيها حاجة”.

https://www.youtube.com/watch?v=dsuspSSwcj4

واستوحى الكاتب وحيد حامد قصة الفيلم من واقعة حقيقية حدثت له خلال انتفاضة 18 و19 يناير، حينما تلقى ضربة عنيفة من أحد عساكر الأمن المركزي، فوجد عسكري آخر خلال الفض كان يعرفه منذ النشأة في قرية بني قريش بمركز مينا القمح في محافظة الشرقية، حسبما كشف “حامد” في أخر لقاء له قبل وفاته مع قناة “الشرق” الإخبارية.

وخلال اللقاء أيضا، كشف “حامد” كواليس تراجع أحمد زكي عن إنتاج فيلم “البريء”، بالتزامن مع تأسيسه شركة إنتاج فني، موضحًا: “أحمد زكي طلب إن أول فيلم تنتجه شركته يكون من تأليفي، وبالفعل كتبت له فيلم البريء، لكنه قال لي مش ده الفيلم اللي يكون باكورة إنتاج الشركة، كونه فيلمًا سياسيًا، وكان من الأفضل أن يكون رقم 3 في إنتاجات الشركة”، موضحًا أن المنتج صفوت غطاس تحمس لإنتاجه بمشاركة الفنانة سميرة أحمد.

وظلت النسخة الأصلية من الفيلم ممنوعة من العرض لمدة 19 عامًا قبل أن توافق وزارة الثقافة في عام 2005 على عرضه كاملًا مع النهاية المحذوفة في المهرجان القومي للسينما كتكريم للفنان الراحل أحمد زكي.

ويحتل “البريء” المركز رقم 28 في قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية.

وتوفي عاطف الطيب في 23 يونيو 1995 بعد إصابته بأزمة قلبية بعد عملية جراحية في القلب، وعُرض له عقب الوفاة فيلم “جبر الخواطر” مع النجمة شريهان، وذلك في حفل افتتاح مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي عام 1998.

[ad_2]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *