فرفش كده | مستر آند مسز أوفر

منوعات

[ad_1]

عبد الصبور بدر

لا يمكننى اعتبار الشخص الأوفر مجرد إنسان عابر يمر من أمامى صدفة، ولكننى أتعامل معه كحالة نادرة تستحق التأمل والدراسة، ولو أن الدولة انتبهت إلى أهمية الشخص الأوفر لمنحته جائزة سنوية تحفزه على الاستمرار فى طريقه ليصل إلى أعلى ليفيل ويصبح قدوة لغيره من المواطنين.

وسر جاذبية البنى آدم الأوفر أنه لا يفقد الشغف أبدًا، كل الأشياء العادية التى يتكرر حدوثها ولا تلفت انتباه أحد منا، بالنسبة له أحداث كونية عظيمة يستخدم حواسه جميعًا فى التعبير عن الشعور بها. 

الشخص الأوفر على سبيل المثال مستعد أن يضحك على النكتة القديمة كلما رواها أحد أمامه وكأنه يسمعها لأول مرة، ويضحك عليها بطريقة أوفر فى كل مرة تزعج من حوله، ومن بجواره، ومن يسكنون معه فى العمارة، ومن يمرون فى الشوارع المحيطة، ثم يعيد إلقاء النكتة بنفسه ويضحك من جديد بنفس الطريقة المزعجة، وكلما صادف شخصًا فى هذا اليوم والسنوات المتبقية من حياته يحكى له النكتة بدون مناسبة ويضحك.

والبنى آدم الأوفر يعتقد أنه ممثل على مسرح الحياة، كل الأضواء مسلطة عليه، والجميع لابد أن يهتم بما يقول، ويراقب ما يفعل، وإيمانا من البنى آدم الأوفر بوصول صوته إلى كل المتواجدين فى محيط دائرته فإنه يستخدم أعلى تون، ليس فى صوته فقط ولكن فى كل ما يقوم به من حركات وأفعال، إذا أغلق الباب فإنه يرزعه، وإذا تنهد فهو يصرخ، لا يستعمل سماعة، فهو شخص اجتماعى على أعلى مستوى، يشارك من حوله أغانيه المفضلة، ومحادثاته مع الأسرة والأصدقاء والغرباء، وإذا كتب رسالة على الواتس آب فإنه لا يحرمنا من أصوات تكتكة الكيبورد، مع النحنحة من حين لآخر، وترديد تعليقات بلا معنى، وضحكات غير مفهومة حتى لا نفقد إحساسنا بمتابعة ما يفعله ثانية بثانية.

والبنى آدم الأوفر شخص رومانسى يعتقد أن الناس لابد أن تشعر بما يعانيه، وتعتنق أفكاره، إذا مرض فعلى العالم أن يتحول لأطباء، وصيادلة، وخبراء فى المواساة، ولا صوت فى الحديث يعلو على صوت «عياه»، وإذا انتقد أحداً فلا بد أن يتضامن معه أقرباؤه وزملاؤه وأصدقاؤه وجيرانه وينصبوا لغريمه المشانق، وإذا خاصم شخصا فمن الطبيعى أن يقاطعه الجميع.

والرجل الأوفر، صاحب مبدأ، لا يتخلى عن الأفورة فى كل تفصيلة من حياته، حتى إذا طلع رحلة فسوف تراه ببدلة كاملة ورابطة عنق وحذاء جلد كلاسيك، وفى المقابل فإن أنثى الأوفر ترتدى فستانًا بترتر فرايحى مثل ملابس المهرجين فى السيرك، وتضع كميات لا حصر لها من المساحيق على وجهها بعدد جميع الألوان فى هذا الكون العظيم ليظهر وجهها وكأنه لوحة سوريالية مبهمة، وتلبس جزمة بكعب 15 سنتى، حتى إذا مشت تصنع موسيقى عسكرية جنائزية توقظ الموتى من القبور، وإذا فتحت فمها لا تغلقه أبدا، ذلك لأنها تتحدث وترد على نفسها، وتضحك وتبكى وتصرخ فى آن واحد، وممنوع منعا باتا أن يقاطعها أحد حتى ولو كان بائع البطاطا فى الشارع الذى تمر فيه.

اقرأ أيضاً|احتفال طعمجى برأس السنة



[ad_2]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *