معارك التسعينات – حسن الأسمر وحكيم .. سنوات الحرب الباردة على عرش الأغنية الشعبية | رأي

اخبار المشاهير

[ad_1]


من هو ملك الأغنية الشعبية في التسعينات ؟

أبناء هذه الحقبة الزمنية سيطرحون أسماء عديدة ، منهم الراحل رمضان البرنس صاحب الأغنية الشهيرة “دارت الأيام” ، البعض سيطرح اسم عادل الخضري صاحب الذي احتل فرشات شرائط الكاسيت في العتبة والموسكي بأغنية ” فين كلامك”.

عادل الخضري .. ظهور سريع واختفاء أسرع

لا تنسى أيضًا الطفل “ضياء” الذي تربع على قمة المبيعات بأغنيته “الحق مش عليه” والذي سريعا ما اختفى مثل أسماء أخرى ، جميعها ظهرت لترث عرش أحمد عدوية الذي ابتعد وتوارى عن الساحة بعد حادثته الشهيرة ، لتبقى الساحة تبحث عن زعيم أو ملك لتنحسر المنافسة على عرش الأغنية الشعبية بين القطبين .. حكيم وحسن الأسمر .

ظلت العلاقة بين حكيم وحسن الأسمر أشبه بالحرب الباردة ، كل منهما يسعى لمد نفوذه وشهرته على حساب الآخر دون أن يتورط أحدهما في تحويلها إلى حرب معلنة على صفحات الجرائد والمجلات ، كل منهما يملك تقديرًا ما لمشوار الآخر رغم أن حسن الأسمر سبق حكيم بسنوات ، ولكنهما اتفقا على اقتسام كعكة الشهرة والنجومية في ملعب الأغنية الشعبية ، غازلا بصوتهما مزاج وكيف الغلابة ، وكأنها مباراة بين شاي الشيخ الشريب وشاي العروسة !

يمكنك أن تلمح ذلك بسهولة إذا دققت النظر للفيديو التالي الذي بحثت عنه في دهاليز ذاكرة البشرية البصرية “اليوتيوب” ، فيديو مصور من حفل زفاف غنى فيه حكيم وحسن الأسمر ، ووقف كل منهما يغني أغاني الآخر في سعادة واضحة .

ولكن هل كانت هذه اللحظات هي الحقيقة الكاملة ، بالتأكيد لا ، فوراء الابتسامات والأحضان والقبلات منافسة مشتعلة على احتلال ملعبين رئيسيين ، الأول كان الملاهي الليلية أو كما هو معروف “كباريهات شارع الهرم” ، أم الملعب الثاني فكان الأفراح .

امبراطورية شارع الهرم ومملكة أفراح الكبار

بالصدفة البحتة قاد القدر كل منهما للاستحواذ على ملعب منهما ، فبعد طرح ثاني ألبومات حكيم “نار” تحول المطرب الشعبي المودرن وقتها إلى موضة في أفراح المسئولين والوزراء ورجال الأعمال ، حكيم الذي وجد فيه حميد الشاعري ضالته لصناعة أغنية شعبية “شيك” ومتطورة ، أصبح صورة جديدة للمطرب الشعبي، ملامح وسيمة، صوت مشحون بخفة الظل والطرب والسلطنة، تدعمه موسيقى حديثة، هذه التركيبة جعلته مفضلًا لدى “كريمة المجتمع” ، فسيطر على الأفراح رغم ارتفاع أجره مقارنة بالجميع .

حكيم وانطلاقة قوية في ألبوم نظرة

على الجانب الآخر كان حسن الأسمر يبني امبراطويته الخاصة على طاولات الزبائن في ملاهي شارع الهرم من “الفاندوم” و “الليل” و”الباريزيانا” وصولا إلى فنادق الخمس نجوم ، كان صوت حسن الأسمر بشجيته وخشونته أنسب لمشاركة الهاربين من أحزانهم في ليالي الأنس والبهجة .

ساعد حسن الأسمر على مد نفوذ هذه الامبراطورية نجاحه الساحق في مسرحية “حمري جمري” التي شارك فيها مع صابرين وصلاح عبد الله والراقصة هندية، كانت أشبه بكباريه مسرحي يجذب زبائنه من السياح العرب ، وغنى حسن الأسمر “أعملك إيه” و ” الواد الجن” ورقصت صابرين وهندية ، ليُعاد تسويق أغانيه وشرائطه الرائحة بين أبناء البطقات الشعبية مرة أخرى لتصل إلى طبقة أخرى من الجمهور .

https://www.youtube.com/watch?v=2lUQPGJ3ucY

دخل حسن الأسمر مرحلة جديدة من مشواره الفني ، أصبح ممثلًا في الأفلام والمسلسلات أيضًا ، وهذا منحه شهرة أكبر وخصوصا عندما شارك في مسلسل “أرابيسك” ، وجر وراءة سلسلة من الأعمال مثل دعوة للحياة، ، غابت الشمس ولم يظهر القمر، جحا المصري، أوراق مصرية، وأسمهان.

حسن الأسمر لقبوه بمايكل جاكسون مصر بلا سبب واضح

حتى أنه شارك في مسرحيات على خشبة المسرح القومي العريق مثل “مغامرة المملوك جابر، لا يا سي زكي، أنا عايزة مليونير ، كل هذا يشير إلى مسيرة متنوعة ، كان الغناء الشعبي جزءا رئيسيا فيها ولكنه لم يكن كل مافي هذه المسيرة إلا أن حسن الأسمر صاحب الوحمة الشهيرة ظل محتفظا بشعبيته .

حلم العالمية في مواجهة المحلية الخالصة

على الجانب الآخر كان حكيم يؤسس لمشروعه العالمي كما وصفه ، بدأ يضاعف حفلاته خارج مصر، أصبح ضيفًا دائما على الجاليات العربية من استراليا إلى الولايات المتحدة، خرج في البرامج التليفزيونية يتحدث عن الخروج بالأغنية الشعبية للعالمية ، وحفلاته في لوس أنجلوس وكاليفورنيا ونيويورك ولندن وباريس .

نجحت ألبوماته نجاحا ساحقا بداية من ألبوم “افرض” مرورا بألبومه “هايل” الذي اشتهر بأغنية “إيه اللي بيحصل ده ” ، كلها نجاحات صنعتها بصمة حميد الشاعري الموسيقية .

وألبوما تلو الآخر وصلت تلك النجومية إلى سقفها مع نهاية التسعينات وتحديدًا مع بدء التحضير لدويتوهاته مع أولجا في أغنية “اه ياقلبي” ، ومع الأسطورة جيمس براون في أغنية “ليلة”

دخلت الألفية الجديدة وفرضت ذائقتها وموسيقاها على الجميع ، وولدت أصوات شعبية جديدة بدأت تسحب البساط من تحت أقدام القطبين الكبيرين حكيم وحسن .

كل منهما رأى المشهد بطريقته ، حاول حكيم خوض مجال التمثيل وفشل فشلا ذريعا في فيلم “علي سبايسي”، أما حسن فاستعان بالمنتج نصر محروس ليعيد تقديمه للساحة مجددا من خلال شركته فري ميوزيك ، فقدم معه أغنيته الشهيرة “متشكرين” التي أعادت إحياءه مجددا وأغنية “يا أنا ياأنت” ، ولكن هذا النجاح لم يتوسع كثيرًا أمام صوت بهاء سلطان وصوت خالد عجاج اللذين كانا رقمين مهمين في معادلة الأغنية الشعبية بشكلها الجديد .

رحل حسن الأسمر عن عالمنا في أغسطس عام 2011 ، تاركًا رصيدًا من الأغاني الخالدة في ذاكرة الموسيقى المصرية ، في المقابل اختفت ملامح مشوار حكيم الذي حاول استعادة بريقة في أغنية “حلاوة روح” ولكنه لم يستثمر هذا النجاح ليصمد أمام طوفان المهرجانات الذي قضى على الأخضر واليابس في عالم الأغنية الشعبية.

في الحلقة القادمة من معارك التسعينات .. عمرو دياب في مواجهة محمد فؤاد

[ad_2]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *