معارك التسعينات – عمرو دياب ومحمد فؤاد .. رحلة البحث عن القمة من الكاسيت إلى السينما (1) | رأي

اخبار المشاهير

[ad_1]


عمرو دياب غنى في فرحي بدون مقابل ؟!
ده مش الموقف الأول لعمرو دياب في حياتي ، علاقتي بعمرو أكبر من المنافسة وأكبر من الأغاني ، ووجوده في فرحي أكبر رد على كل الشائعات اللي بتتقال عنا .
ينهي محمد فؤاد رده على سؤال المذيعة فنرى على الشاشة مشهدًا لعمرو واقفا فوق المسرح في حفل زفاف محمد فؤاد ، ينبه الحضور لما سيقوله :
أنا عايز أقول حاجة صغيرة .. أنا محمد فؤاد بالنسبة لي أقرب وأحب شخص وطلعنا مع بعض وبدأنا مع بعض أنا بعتبره توأمي وأخويا ومفيش مناسبة ليا مجاليش فيها ، والنهاردة كأنه فرحي والله .

أهلا بكم في معركة جديدة من معارك التسعينات ، دعونا هذه المرة نفكك واحدة من الأساطير التي روجتها الصحافة على مدار ثلاثين عاما حول قطبي الأغنية المصرية في حقبة التسعينات .. حكاية صدقناها مثل حكايات أخرى أصبحت ثوابت تتناقلها الصحافة والبرامج والسوشيال ميديا استنادا لروايات شعبية رددها الجمهور .

هل عمرو دياب ومحمد فؤاد هما قطبي الأغنية المصرية في التسعينات ؟
هل كانت المنافسة بين الهضبة وفؤش حقيقية أم من صناعة الصحافة ؟
وأخيرا .. ماهي المدة الزمنية الحقيقية لهذه المنافسة كي نصف أحد طرفيها بـ”القطب”؟!

يمكن وصف مرحلة الثمانينات في رحلتي عمر وفؤاد بأنها حقل تجارب بحثا عن هوية متفردة لكل منهما، ظهر عمرو دياب في ألبوم “ياطريق” برعاية هاني شنودة ، وظهر فؤاد بألبوم “في السكة” بمباركة عزت أبو عوف ، المفارقة أن كليهما – عمرو وفؤاد- كانا من اكتشاف فنانان لهما نفس الرؤية الموسيقية تقريبا ونفس البدايات في فرقة “لابيتي شاه”.

في شركة صوت الحب للمنتج عاطف منتصر بدأ تكوين مشروع محمدج فؤاد كمطرب شاب يحمل صبغة شعبية مودرن ، ملامح مصرية وخفة دم وأغاني تخاطب مزاج الشباب “الشقي” ، وهذا بأفكار فريق يتقدمه الموسيقار مودي الإمام والشاعر عصام عبد الله والملحن والموزع محمد هلال.

نرشح لك : معارك التسعينات – حسن الأسمر وحكيم .. سنوات الحرب الباردة على عرش الأغنية الشعبية

في حين أن عمرو دياب كان يتحسس خطواته الأولى بدعم شركة صغيرة تدعى “صوت المدينة” تولت انتاج ألبوم ياطريق الذي رسم شخصيته وملامحه هاني شنودة ، والذي كان يرى في عمرو صورة مصرية من المطرب “مات مونرو” ، ولكن عمرو استعان بالموزع عزيز الناصر ليتولى توزيع الألبوم كاملا في مفاجأة أنهت رحلته مع هاني شنودة سريعا .

ظل محمد فؤاد تلميذا لصناع مشروعه ، اعتاد أن يكون فردا في مشروع غنائي تتولاه شركة كبيرة مثل صوت الحب ، فقدم معهم ثاني البوماته “خفة دمه” بنفس الأسلوب باستثناء دخول الموزع طارق الكاشف كطرف في المعادلة واستمر التعاون في ألبومين آخرين هما “هاود” و”ياني” الذي صدر عام 1988 ليكون آخر ألبوماته مع صوت الحب .

على الضفة الأخرى وجد عمرو دياب ضالته في شركة “صوت الدلتا” مع المنتج نصيف قزمان مبكرا ، وبدأ تعاونه معه في ألبوم “غني من قلبك” الذي شهد تمردا واضحا من عمرو على ألبومه الأول “ياطريق” ، تعاون مع الشاعر عصام عبد الله وغنى من كلمات عبد الرحيم منصور “إيش حال الشجرة” ، وتعرف على الموسيقار الشاب “وقتها” فتحي سلامة الذي وزع أغلب أغاني الألبوم ، وظهر أيضًا اسم طارق مدكور الذي لم يكمل عامه التاسع عشر كموزع لأغنية “ياليلة” ، تجربة أكد بها عمرو دياب مبكرًا أنه قائد مشروعه الموسيقي والعقل المدبر له ، واستمر الحال كما هو، نجاحات متوسطة ، وأرض جديدة من الشهر يكسبها المطرب الشاب عاما بعد آخر بألبومات مثل “هلا هلا”، “خالصين” ، “ميال” ، و”شوقنا”، حتى عام 1990 عندما انتقل محمد فؤاد إلى نفس الشركة “صوت الدلتا”.

متى بدأت المعركة ؟
في عام 1990 قدم محمد فؤاد “اسألي” أول ألبوماته مع صوت الدلتا ، حقق نجاحا كبيرًا بسبب كليب “اسألي” الذي ظهرت فيه صابرين وسط جدل كبير من الصحافة عن خطبتهما ، تلك القصة كانت جزء من رواج اسم محمد فؤاد اعلاميا ، في لحظة انتشرت معها شرائط فيديو “عيد ميلاد صابرين” الذي احياه لها محمد فؤاد وتحول إلى مادة فيلميه تباع في نوادي الفيديو بترخيص مثل الأفلام والمسرحيات وهو العرف الذي ساد وقتها بتصوير الحفلات الخاصة بالمشاهير وطرحها في أشرطة فيديو توزع في مصر والخليج .

على الجانب الآخر كان اسم عمرو دياب قد ارتبط بنجمة الفوازير شيرين رضا التي تزوجها وأنجب منها ابنته “نور” ، والحقيقة أن هذه الزيجة كانت سببا في وضع عمرو على خريطة أضواء الشهرة ، تهافتت الصحافة عليه هو وشيرين لصناعة أغلفة من صور الخطوبة والزفاف ومن بعدها صور النجمين في منزل الزوجية .

ثمة تماس واضح بين مسيرة فؤاد وعمرو الفنية والاجتماعية في هذه الفترة ، حولهما إلى كفتي ميزان متساويتين تقريبا في نظر الصحافة والاعلام ، ولكن ماذا عن الجمهور؟

في تلك المرحلة تحديدًا لم يُشكل الرأي العام “حزبي” عمرو وفؤاد ، كان هناك أسماء اخرى أكثر بريقا وصخبا وجدلا مثل علي حميدة وحميد الشاعري ومن قبلهما بالطبع محمد منير وعلي الحجار وآخرين، ولكن المدهش أن شركة الانتاج الواحدة كانت هي الطرف الأقوى في هذه المعادلة ، قربت المسافات بين المشروعين ، خططت أن تستحوذ على قمة المبيعات بصوتين يؤسسان نجوميتهما ، واستغلت المنافسة المحتدمة داخل أروقة الشركة بين الاثنين للفوز بأفضل الأغاني في صالحها .

نظرة سريعة لفريق عمل عمرو دياب في تلك الفترة ستجد نفس الأسماء تكررت مع محمد فؤاد ، الشعراء مجدي النجار ومدحت العدل في المقدمة ، والملحنين رياض الهمشري وعبد الرحمن أبو سنة ، أما التوزيع الموسيقي فانحصر بين حميد الشاعري على رأس فريق “عمرو” و طارق مدكور على رأس فريق “فؤاد” .

غلاف ألبوم متخافيش

الصدام الأول اعلاميا بدأ من محمد فؤاد عندما اتهم عمرو دياب بسرقة لحن أغنية “ورتيني الويل” التي كتبها مجدي النجار ولحنها عبد الرحمن ابو سنة ، ليقدمه في أغنيته “متخافيش” التي لحنها عمرو وكتبها مجدي النجار .

غلاف ألبوم اسألي

طرح عمرو دياب البوم متخافيش قبل أن يطرح فؤاد اسألي ، أثار الأمر حفيظة فؤاد الذي اتهم الشاعر مجدي النجار الصديق المقرب من عمرو دياب بتسريب الأغنية له ، ليقتنص عمرو الجملة الموسيقية الرئيسية ويبني عليها لحن أغنيته ، ولكن الرواية التي تداولتها الصحافة لم تدفع عمرو دياب للرد ، ووسط محاولات المنتج نصيف قزمان لحل الأزمة و وأد نار الخلاف بدأت الصحافة في نسج “أسطورة ” المنافسة بين عمرو وفؤاد .

أيس كريم في مواجهة شيكا بيكا

في تطور سريع تحولت المنافسة المرتقبة إلى حرب باردة ، تدور في الغرف المغلقة وستوديوهات الصوت، ولكنها انتقلت سريعا إلى شاشة السينما ، عرف عمرو دياب أن جزء من صناعة نجوميته يكمن في سحر السينما ، وأن هناك طرق أخرى يجب أن يطرقها كي يوسع مسافات المنافسة بينه وبين الآخرين ، وجد ضالته في المخرج الكبير خيري بشارة أحد رواد سينما الواقعية الجديدة ، ولكنه كان في تلك الفترة منفتحًا على تقديم مشروع سينمائي غنائي يتماس مع فكرته عن الواقعية .

قدم عمرو دياب مع خيري بشارة عام 1992 واحدا من كلاسيكيات السينما المصرية الآن ، في ذاكرة كل منا يستحوذ “أيس كريم في جليم” على مساحة خاصة وشحنة ذكريات وأحلام وشجن يعبر عن جيل كامل ، عُرض الفيلم في مهرجان القاهرة السينمائي ، وحقق نجاحا جماهيريا في شباك التذاكر ، وزاد من هذا النجاح طرح شريط كاسيت لأغاني الفيلم من خلال شركة صوت الدلتا .

شاهد معنا : لجيل التسعينات .. 30 صورة تعيدك لزمن “أيس كريم في جليم”

عمرو دياب وسيمون في مشهد من أيس كريم في جليم

لم يهدأ فؤاد وفي العام التالي خاض نفس التجربة بطريقته وكأنه يقتبس كاتالوج أيس كريم في فيلمه “أمريكا شيكا بيكا” ، استعان بخيري بشارة والكاتب مدحت العدل، الذي كتب بالمناسبة حوار “أيس كريم في جليم” فقط أما السيناريو فكان لمحمد المنسي قنديل ، بينما تولى مسئولية كتابة “أمريكا شيكا بيكا” بمفرده ليكون بداية انطلاقة العدل الحقيقية في السينما .

محمد فؤاد ونهلة سلامة في أمريكا شيكا بيكا

وبنفس الطريقة طرح فؤاد عبر شركة صوت الدلتا أغاني ، ونجحت التجربة ، ولكن المختلف ان فؤاد شق طريقه في السينما وقدم فيلم “اشارة مرور” مع خيري بشارة أيضًا ، ثم “يوم حار جدا” مع محمد خان ، وكأنه أصبح المطرب المفضل لمخرجي مدرسة الواقعية الجديدة ، صحيح أن الفيلمين لم يحققا النجاح الجماهيري الذي كان فؤاد يأمله ولكنهما يظلان علامة مهمة في مشواره كممثل .

على الجانب الآخر اكتفى عمرو دياب بدراسة مكاسبه من هذه الخطوة قبل أن يشارك في فيلم “ضحك ولعب وجد وحب” مع عمر الشريف ويسرا والمخرج طارق التلمساني ، وهي التجربة التي اقتنع بعدها بضرورة الابتعاد تماما عن السينما خاصة وأن الفيلم لم يحقق النجاح الجماهيري المتوقع ، وعادت المنافسة بين عمرو وفؤاد إلى ملعب الكاسيت مجددًا ، ولكن كل منهما قرر تغيير أوراق اللعبة فماذا حدث؟

البقية في الحلقة القادمة ..

[ad_2]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *