خدمة وشوشة.. “انفصلت منذ 5 سنوات ومش بفكر غير فى الانتقام”

“أنا شابة عمري 22 عامًا، أعيش مع أهلي في قرية صغيرة بالصعيد، تزوجت فور حصولي على الدبلوم ولم أعمل، وكان من المفترض الآن أن أكون كالكثيرات غيري عروس سعيدة في بيت زوجي، وربما أم لطفل أو أكثر، لكن كل هذه الأحلام تبددت فالواقع المؤسف أنني مطلقة منذ خمسة سنوات وعدت من جديد للعيش في بيت أهلي، محملة بالكثير من الألم والخيبة والغضب.

 

أنا غاضبة من زوجي لدرجة أنني لا يمكنني التوقف عن التفكير في كل ما عشته معه، عاجزة عن نسيان ضربه وإهانته لي ثم تطليقي وكأنه “يرميني”. أشعر بالخوف لأنني لا أتوقف عن التفكير في طريقة للانتقام منه ومن أهله كلما تذكرت ما كان يحدث في. أشعر بالخوف أيضًا لأنني رغم كل هذا أشعر أنني أحبه، ولا يمكنني تجاوز فكرة أننا لم نعد معًا. أما مشكلتي الأكبر فهي أنه لم يعد لدي أي ثقة في نفسي ولا في أي شخصٍ آخر”.

 

****

عزيزتي، كيف يمكن للنار أن تنطفئ إذا كنا نغذيها كل دقيقة بالمزيد من الحطب؟ في داخلك الكثير من الغضب، والكثير من النار، والكثير من الأحلام المحترقة التي يعمي دخانها عينيك عن ما تبقي من حياتك، يعميها حتى عن حقيقة أنك نجوتِ، نجوت من الاستمرار في حياة تستعذبين فيها الألم والإهانة لأنك تظنين أنك تحبينه، ولا عجب في شعورك ذلك فهو بالتأكيد تجربتك الأولى مع الحب والشخص الأول الذي استكشفتِ معه مشاعرك وأنوثتك للمرة الأولى. عليكِ أن تتفهمي غضبك، تتفهمي ارتباكك وحزنك وألمك، فيقول الدكتور مدحت عبد الهادي، استشاري العلاج النفسي والعلاقات الزوجية إن هناك ما يعرف بـ”تروما الطلاق” أو صدمة ما بعد الانفصال. طبيعي أن تشعري بالكثير من الألم وعدم الاتزان تمامًا كأنك تعرضتِ لحادث. 

 

لا تنزعجي من ألمك لأنه طبيعي ولستِ وحدك هناك الكثير من الناس يشاركونك هذا الألم بعد الخروج من أي علاقة حتى لو كانت علاقة صداقة.

 

ولكن بعد أن تتقبلي أن هذا الألم طبيعي عليكِ أن تقفي مع نفسك، وتدركي أن كل هذا أصبح من الماضي، وعليكِ أن تركزي في القادم. قد ترين أن من سوء حظك البالغ أنك مطلقة في الثانية والعشرين من العمر، ولكن إن نظرتِ للأمر بطريقة مختلفة سترين أن أمامك الكثير من العمر، وأمامك فرصة حقيقية كبيرة أن تبدأي حياتك من جديد، ولكن من المهم قبل اتخاذ هذه الخطوة أن تصارحي نفسك وتكوني أمينة معها، تراجعي ما حدث في علاقتك السابقة وترين ما الصحيح وما الخطأ الذي ارتكبتيه. من الضروري أن تقيمي تجربتك بأمانة كي تتأكدي أنك لن تكرري الخطأ في التجربة المقبلة. وعليكِ أن تركزي في مستقبلك وتتركي الانتقام جانبًا فهو لن يفيدك بشيء ولن يعيد إليكِ شيئًا.