اعلنت منظمة “كورد با” المعنية بحقوق الانسان التي تتخذ من خارج إيران مقراً لها، ارتفاع حصيلة ضحايا التظاهرات في مدن ومحافظات كوردستان ايران الى 11 شخصاً خلال يومين.
وصرحت المتحدث باسم المنظمة الحقوقية، أفين مصطفى زادة، لشبكة رووداو الإعلامية، الجمعة (29 تشرين الأول 2022) بـ “ارتفاع عدد المتظاهرين الذين غالبيتهم قتلوا على يد القوات الامنية الإيرانية الى 11 شخصاً، خلال يومي الخميس والجمعة فقط”، في إشارة الى اشتداد حدة الاحتجاجت في انحاء ايران وردّ السلطات الإيرانية عليها.
حسب افين مصطفى زاده، فقد ارتفعت حدة المواجهات وزادت وتيرة العنف، بعد اربعينية الشابة أميني، خصوصاً في مدن مهاباد، بوكان، بانه، وسنه (سنندج)، ويوجد عدد كبير من المصابين والمعتقلين في تلك المناطق.
وقالت انه لا توجد احصائية دقيقة حول عدد المصابين والمعتقلين منذ انطلاق التظاهرات، مشيرة الى ان عددهم يصل الى آلاف.
أمس الخميس (27 تشرين الأول 2022)، خرجت تظاهرات في مدينة مهاباد الكوردية، ووجهت برد عنيف من قبل قوات الأمن الإيرانية، أدّى الى مقتل اربعة أشخاص، وقامت تلك القوات بسد الطريق امام المتظاهرين لمنعهم من المشاركة في عزاء الضحايا.
وانطلقت التظاهرات، بعد دفن إسماعيل مولودي، الذي قتل خلال الاحتجاجات التي شهدتها المدينة ليلة الاربعاء، بمقبرة بداغ سلطاني، حيث أغلق المواطنون الأسواق ومحالهم التجارية.
وتوجّه المحتجون إلى عدد من الدوائر والمؤسسات الحكومية وأضرموا النيران فيها، من بينها، قائممقامية القضاء، المؤسسة الحكومية الخيرية التي تعرف بـ (كوميته امداد)، دائرة المالية وعدد من المصارف، ومحال تجارية تابعة للحرس الثوري الإيراني. وتقول مصادر محلية، إن القوات الأمنية الإيرانية تطلق النار على المتظاهرين الذي يردون بإلقاء الحجارة عليها.
تسبّبت المواجهات بين المتظاهرين والقوات الامنية بمقتل مواطنين اثنين ايضاً في مدينة بانه الكوردية شمال غرب البلاد نتيجة لإطلاق، ما رفع عدد الضحايا الى ستة في المدينتين.
وبقي المتظاهرون في الشوارع حتى الساعات الاولى من صباح اليوم الجمعة، في عدد من المدن والمحافظات بانحاء إيران.
قال احد المتظاهرين المصابين لشبكة رووداو الإعلامية، الجمعة (29 تشرين الأول 2022): “نحن نرغب بالتظاهر السلمي، لكنهم يقومون بإطلاق الرصاص علينا”، مضيفاً انه “قاموا باعتقالي وضربي بعد تعرضي للإصابة”.
يأتي ذلك بالتزامن مع استمرار التظاهرات الطلابية في الجامعات، والهجوم على تجمع للأطباء في مدينة أصفهان.
من جانبه، ذكر محافظ أورمية، انه “تم ضبط 80 مسدساً على طريق شنو – مهاباد، يقال انها استخدمت لزعزعة الأمن” حيب تعبيره.
يذكر أن العشرات من أهالي مدينة سقز بكوردستان إيران توجهوا إلى مقبرة (آيجي)، يوم الاربعاء الماضي، في أربعينية وفاة الشابة ژینا (مهسا) أميني، التي تسبب وفاتها في أيلول الماضي، بعد توقيفها من قبل شرطة الإرشاد في طهران، في اندلاع الاحتجاجات في كوردستان إيران ومناطق أخرى من البلاد.
تزامناً مع ذلك أغلق قسم من المحلات التجارية والأسواق أبوابه في مدن سقز، سنندج، كاميران، بوكان، مهاباد، مريوان، جوانرو، وبانة.
وتقول عائلة أميني إن الشرطة أقدمت على ضربها عند اعتقالها وهو ما تسبب في وفاتها، فيما نفى الطب العدلي الإيراني ذلك وقال إنها توفيت بسبب المرض.
المتحدثة باسم منظمة كوردبا، قالت ان المنظمات الحقوقية سجلت سقوط 39 قتيلاً منذ انطلاق التظاهرات في إيران، ومنذ اربعينية الشابة اميني حتى اليوم قتل 11 شخصاً آخرون، ليرتفع عدد ضحايا التظاهرات الى 50 شخصاً بينهم ستة اشخاص دون 18 عاماً واربع نساء.
