[ad_1]
هل فكرت يوما وأنت تسير على الطريق في مدى أهميته؟ هل فكرت شكل الحياة بدونه؟ فالطرق ليست مجرد أرض ممهدة تربط بين مدينتين ولكنه قطاع اقتصادي مهم لما يوفره من تأمين حركة نقل الركاب والبضائع سواء محليا أو دوليا فدوره الرائد الذي يلعبه في دفع حركة الاقتصاد من خلال تقديم الخدمات للقطاعات الإنتاجية والخدمية تمكنه من توفير فرص استثمارية أكبر للدولة كل هذه الأسباب تفسر سبب ضم الطرق إلى القطاع الاقتصادي ولكن ما الأسباب التي تجعل طريق يحصل على لقب ” اعجوبة العالم الثامن”؟!.
اختلفت الآراء حول الأسباب فمنهم من يرى أن السبب في اللقب قد يكون لصعوبة تصميمه وتنفيذه وقد يعود إلى أهميته الاقتصادية الدولية أو قد يكون السبب لأهميته السياحية والتاريخية ولكن ما تميزه به طريق ” قراقرم السريع ” هو جمعه بين كل هذه الأسباب مما أهله وبجدارة الحصول على لقب اعجوبة العالم الثامن فهو ليس فقط أعلى طريق دولي مقدس يمر بين سلاسل جبال القراقرم ويربط بين دولتين ولكنه أيضا يتبع ممرات تاريخية جعلته عنصر سياحي مميز لمحبي التجربة والمغامرة.
بدأ العمل في إنشاء طريق قراقرم السريع المعروف باسم ” KKH” عام 1959 واستغرق العمل فيه 20 عام حتى تم افتتاحه لحركة السير عام 1979 وهو طريق دولي يمتد طوله لـ 1300 كيلومتر يربط بين مدينة ” اسلام اباد ” في باكستان ومدينة ” كاشغر” في إقليم شينجيانغ الصيني والمتمتع بالحكم الذاتي وحتى منطقة “ثاكوت” في شمال باكستان والذي يمثل شريان الحياة الاقتصادي الوحيد لمنطقة شمال باكستان ولذلك أطلق عليه اسم طريق الصداقة بين الصين وباكستان.
ويعد الطريق انجاز هندسي مذهل بكل المقاييس حيث تم شقه عبر سلاسل جبال القراقرم الوعرة المقدسة عند الهندوس والبوذيين والتي تعد ثاني أعلى سلسلة جبال في العالم وجزء من مجمع سلاسل جبال بامير وهندو كوش وجبال الهيمالايا حيث يبلغ ارتفاعها 7 الاف متر فوق سطح البحر مما أهل الطريق أن يكون أعلى طريق دولي في العالم حيث يصل ارتفاع الطريق في بعض المناطق إلى أكثر من 4.700 متر وكأنك تسير وسط السحاب.
ونظرا لارتفاع سلاسل جبال القراقرم مكنها من امتلاك عدد من الأنهار الجليدية لاحتوائها على الجزء الأكثر تجمدا في العالم خارج المناطق القطبية بالإضافة إلى امتلاكها عدد من الوديان العميقة والسهول مما أضاف الطريق السريع على قائمة اخطر طرق العالم لوقوعه في منطقة ذات نشاط زلزالي مرتفع كما يتعرض السائقون على هذا الطريق لعدد من الصعوبات المتمثلة في الثلوج الكثيفة والانهيارات الثلجية وانجراف التربة وضيق الطريق في بعض المناطق إلى درجة كبيرة كما يتعرضوا إلى منحدرات غير مستقرة تتكون غالبا من الرمال والحصى والكتل الصخرية.
وتحول هذا الطريق إلى وجهه سياحية هامة ليست لمحبي المغامرة فقط ولكن أيضا لمحبي التاريخ والطبيعة حيث يتبع طريق ” KKH ” السريع بعض ممرات طريق الحرير التاريخي كما تجد على طول الطريق منحوتات تاريخية تم نقشها في صخور الجبال تم تركها من قبل الغزاة والتجار والحجاج الذين مروا على طول الطريق التجاري وكذلك من قبل السكان المحليين كل هذا مكن الطريق أن يكون مكان مناسب لمحبي سياحة التاريخ
ولمفضلي المغامرة فالطريق يعد لمتسلقي الجبال الوجهه الأفضل حيث يسهل على راكبي الدراجات الوصول إلى العديد من الجبال العالية والأنهار الجليدية والبحيرات في المنطقة كما يوفر الطريق السريع الوصول إلى جيلجيت و سكاردو المحوران الرئيسيان لبعثات تسلق الجبال من عند اسلام آباد عن طريق البر.
واذا كنت من عاشقي الطبيعة فالطريق مساره يوازي جزء من مجرى نهر السند ومجرى نهر هونزا ويضم منطقة “وادي نالتار” والتي تعد واحدة من أكثر الوديان ذات المناظر الخلابة التي يمكن الوصول إليها عبر طريق قاراقرم السريع كما يوفر الطريق التمتع بمناظر الجبال المكسوة بالثلوج وقمم السماء العالية ومنحدرات التزلج الألبي والبحيرات المرتفعة والأنهار الجليدية والممرات الجبلية.
[ad_2]
