يوميات الجونة 1 – أفلام لا تعالج الإكتئاب أو مضاعفات كورونا | رأي

اخبار المشاهير

[ad_1]


(1)
على متن طائرة “شارتر” وصلت صباح الأربعاء الماضي إلى الجونة ، جئنا هذا العام قبل إفتتاح المهرجان بليلة لأن إدارته قررت عقد المؤتمر الصحفي للدورة الخامسة في هذا الموعد.

ليست هذه قصتنا الأهم، فبعد دقائق من وصولنا إلى الفندق بدأ “الأكشن” حيث شب الحريق في أحد جنبات “البلازا” أو قاعة المؤتمرات التي ستحتضن الإفتتاح وأغلب الفاعليات، الحماس تدفق في عروق الصحفيين الباحثين عن الخبر والفيديو والبث المباشر ، في تلك الحالات تٌفتح شهيتنا للعمل حتى لو كان بعيدًا عن الفن ، ولكن خيرًا فعل الزملاء في المركز الإعلامي للمهرجان عندما تعاملوا مع القصة بمنتهى الشفافية ، أمدونا بالصور ومقاطع الفيديو والبيانات.

تلك الشفافية خلقت حالة رضا جعلت الزملاء يتقبلون فيما بعد الهدف من المؤتمر الصحفي وهو تقبيل رأس يسرا وإغلاق صفحة “الزعل” المتبادل بينها وبين انتشال التميمي مدير المهرجان .

تجاوزنا سريعًا ماحدث ولو أن يسرا نفسها لم تتجاوزه بنظراتها الفاترة على خشبة مسرح الإفتتاح.

كعادته حول أحمد السقا مشهد تكريمه إلى ملحمة تصبب خلالها عرقه، وفعل “الأدرينالين” فعلته فانفلتت الكلمات منه في كل اتجاه حتى أصابت سينما مابعد النكسة ، لا أفهم حتى الآن توصيفه لها بأن “خلقها ضيق” وكان أولى به أن ينتبه إلى جمهور السوشيال ميديا الذي أصبح خلقه أضيق من البدلة التوكسيدو التي كتمت أنفاسه على المسرح .

أعلنت مقدمة الحفل أن محمد رمضان سيغني ثم حل الظلام وظهر على المسرح فجأة منتج الموسيقى العالمي “ريد وان” مع محمد رمضان ونعمان بلعياشي .

قلت لنفسي : معقول “ريد وان” يظهر كسنيد لرمضان بدون ذكر إسمه ؟!

المهم أنني بعد الحفل سألت عن مكان إقامة “ريد وان” لكي أرحب به فقيل لي أنه سيسافر غدا ، قابلت “ريد وان” ثلاث مرات تقريبا في المغرب وأجريت معه منذ سنوات حوارا طويلا عقب تعاونه مع الشاب خالد في ألبوم cest la vie كان شخصيا متواضعا ومهذبا لأقصى درجة وهذا يفسر لي كيف “أكله” النمبر وان مقلب حرامية في أغنية “جو البنات” التي لا علاقة لها بالسينما ولا بالبنات ولا بأي شيء يبرر عرضها في افتتاح المهرجان .

(2)
أحرص على حضور مهرجان الجونة منذ إنطلاق دورته الأولى ، اعتذرت العام الماضي فقط خوفًا من كورونا التي نالت مني في شهر يونيو وتعافيت منها بصعوبة بالغة فتملكني خوف من التجمعات وتكرار الإصابة خاصة وأنني خرجت من تلك المعركة ببعض الأعراض المزمنة منها مثلا التهاب الجيوب الأنفية الحاد.

يعتصر الصداع رأسي بالساعات ولا يهدأ بسبب تقلبات الفصول المناخية ، تضاعف الألم وأنا أشاهد فيلم “ريش” بطل تريند المهرجان هذا العام بلا منازع ، لن أتوقف أمام ماقيل وأثير ، ولكنني في الحقيقة لم أحتمل مواصلة المشاهدة بعد 60 دقيقة فقط.

لا أحب هذا النوع من الأفلام خصوصًا وأنه يحمل تقريبًا كل أخطاء التجربة الأولى لمخرجة عمر الزهيري ، لقد حاول المخرج الشاب أن يصنع عالمًا سحريًا مثل أفلام “الواقعية السحرية” ففلتت منه تفاصيل عديدة بداية من إدارة الممثلين الهواة، ووصولًا إلى تأسيس هذا العالم والاتفاق مع المشاهد بأننا نعيش رحلة فانتازية منذ البداية، صنع الزهيري فيلمًا على مقاس تفضيلات واختيارات أصحاب القرار في المهرجانات السينمائية الدولية، ومن قبلها توجهات المؤسسات المعنية بالتمويل، وهذا أمر معروف في دوائر صناعة السينما العربية، ولهذا فهو فيلم غير موجه للجمهور بالأساس، ولكنني لا أنكر إعجابي بـ”رمزية” الفكرة عند تحول الزوج والأب إلى “دجاجة”، فكلنا – كرجال- تحولنا في الواقع الذي يفرضه العالم إلى دجاج، بعضنا يبيض ذهبًا، والبعض الآخر “يبيض” علينا مثل حسن أبو الروس الذى إفتتح هذا العام مزرعة دواجن بإسمه على سجادة الجونة الحمراء.

السوشيال ميديا تطارد فساتين المهرجان بأبشع الألفاظ ، فكرة استباحة أجساد الفنانات على مواقع التواصل تحولت في حد ذاتها إلى إشكالية فلسفية ، مددت قدمى على شاطيء البحر ليلتها وجلست أفكر ، من المدان هنا ، هل المجتمع “اللامؤاخذة” متدين بطبعة، أم الفنانة التي قرأت وحللت وفهمت كتالوج هذا المجتمع فقررت أن تلاعبه بطريقتها ؟ هل نحن كصحفيين وإعلاميين مع حرية الاعتقاد والملبس والتعبير والسلوك ؟ أم نستغل تلك الحرية في جني المزيد من المشاهدات وتسريع دورة عجلة “الترافيك” على أجساد وفساتين النجمات ؟

أسئلة كثيرة دارت في رأسي ، وتوقفت عندما تلقيت عبر “واتس آب” صورا جديدة من “الريد كاربت” فأرسلتها لفريق “السوشيال ميديا” لكي نستمر في السباق ، ولكن هذا لا يعني أن المهرجان خالي من “دسم” السينما والفاعليات الحقيقية وهذا ما سأكتب عنه لاحقا في هذه السلسلة.

(3)
أعود إلى مضاعفات كورونا، منذ عدة أشهر داهمتني نوبات الإرهاق والإكتئاب لم تعد الراحة كافية للعلاج ، وبعد زيارة الطبيب اكتشفت عرضًا جديدا من مضاعفات كورونا وهو نقص فيتامن “د” واختلال في بعض انزيمات الكبد ، المهم أن كل ذلك أدى لحالة من الاكتئاب التي لن تنتهي إلا بفقداني 30 كيلو جراما وتغيير نظام حياتي ، وإلا وسأفقد شغفي لأي شيء يومًا بعد الآخر وهو ما حدث وأنا أشاهد بعض أفلام هذه الدورة ، منها مثلا فيلم “قمر 14” للمخرج هادي الباجوري وبطولة 14 نجمًا ، لدينا خمس قصص حب لا تكتمل في ليلة اكتمال القمر ، والحقيقة لا أعرف ما المنطق والسياق الذي كُتبت من أجله فكرة الفيلم؟ ولماذا قدم المخرج خمس قصص مجتزأه وغير مكتملة؟ ولماذا يسبق عرض الفيلم كليب لمطرب “ضعيف” إسمه أحمد كامل وأبطال الفيلم على الكراسي يستدرون الدموع وهم ينظرون للكاميرا ؟!

نفس الأمر تكرر وأنا أشاهد فيلم “العودة” للمخرجة سارة الشاذلي ، وفيلم “كباتن الزعتري” للمخرج علي العربي ، وكل الأفلام المصرية المشاركة تقريبًا ، هربت الى السينما الأوروبية ، فلم أجد راحتي إلا في برنامج الأفلام القصيرة ، بالمناسبة هو أحد البرامج المميزة في مهرجان الجونة منذ إنطلاقه ومازال محافظًا على تماسكه حتى الآن.

لا تكتئب فقد وجدت فيلما ممتعًا هو الفنلندي ” الرجل الأعمى الذي لم يرغب بمشاهدة فيلم تيتانيك” للمخرج تيمو نيكي ، هذا الفيلم قد يكون استثناءا ولكنه أيضًا ليس بجودة عشرات الأفلام التي شاهدتها في دورات سابقة ، فوجدت نفسي أدخل دائرة جدلية أخرى ، هل الكورونا جعلتني عدوا للسينما ؟ هل أصبح “خلقي ضيق” أكثر من الأفلام التي أشار إليها السقا ؟ هل هناك أزمة في التلقي أم أن الأزمة فيما حدث للصناعة بعد الكورونا ؟ هل كل صانع فيلم سواء منتج أو ممثل أو مخرج أو مدير تصوير أصابته “كورونا” تحول مثلي ففقد شيئًا مهمًا لم يستعده حتى الآن على الشاشة؟ أسئلة كتبتها وأنا أخشى أن تتحول سطورى إلى مقال مفكك مشتت مشوه مشحون بالأسئلة الحمقاء على غرار فيلم “عمر الزهيري”.

[ad_2]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *