مصطفى العقاد.. استخدم قضية المسيح كدعاية لـ”الرسالة” وسر تقد

اخبار الفن

[ad_1]


09:18 م


الخميس 11 نوفمبر 2021

كتبت- منى الموجي:

منتج ومخرج سينمائي بارز، اسم لامع وصاحب تجربة فريدة ورائدة، لا يشبه أحدًا، ولم ينجح أحد في الاقتراب من المنطقة الخاصة به والتي مازالت شاغرة منذ رحيله، هو الفنان السوري مصطفى العقاد، صاحب فيلمي “الرسالة” و”عمر المختار”.

ولد مصطفى العقاد في حلب السورية بشهر يوليو، وسافر إلى أمريكا للدراسة وعاش الكثير من سنوات عمره بها، وسط أضواء هوليودد التي لم تنسيه أبدًا جذوره، بل على العكس زادته انتماء للعالم الذي جاء منه، يحكي في حوار تليفزيوني قديم كيف كانت تربيته في بيت أسرته تربية قاسية، قاصدا اهتمام والده والدته بدراسته وكذلك تعليمه أمور دينه كالصلاة، إلى أن سفره لأمريكا جعله يعيش نوعا من الحرية لم يعشها من قبل، كانت سببا في أن يُقدر ما عاشه في مجتمعه العربي السوري، مرجعا الفضل لأمه وأبيه في تمسكه بالجذور، معترفًا أنه عانى في البداية من مركب نقص كونه قادم من بلد عربي لأمريكا، يجلس على مقعد الدراسة إلى جوار جنسيات مختلفة.

يحكي العقاد “ما في حد ساعدني مطلقا كوني عربي تعبت كتير، لكن اللي ساعدني يمكن أول بدايتي مع مخرج أمريكي يقدم أفلام كاوبوي كان عايز يعمل فيلم عن الجزائر اتصل بالجامعة بده واحد عربي يكون مستشار، قابلت المخرج وصار بيننا شغل ابتدينا، لكن تم إعلان استقلال الجزائر وتوقف الفيلم بعد أن صار بيننا نوع من الصداقة، واشتغلت معه في فيلم كاوبوي أمريكاني”.

رغم أن العالم العربي عبر هوليوود الشرق “مصر” عرف الفن السابع وكان مواكبًا لظهور السينما عالميا، إلا أنها لم تحقق نفس القفزات والتطور، وهو ما جعل العقاد يتحدث عن أزمة ومشكلة السينما العربية في حوار قديم له، قائلًا “السينما العربية مشكلتها مثل الفرنسية والأوروبية ما بيهتموا بالجمهور، أول دراسة علمونا بأمريكا أول شيء هو الجمهور، هدفنا حلقة الوصل بين الفكرة والجمهور إذا ما وصل العمل للجمهور هتكون إيه قيمته”.

الرسالة

تغيير كبير في مشواره ومسيرته كان لأسرته الصغيرة دورًا فيه أيضًا، بعدما تزوج وأصبح أبًا، شغله كيف سيجعل أولاده يتمسكون بجذورهم، هنا بدأ التفكير في استخدام أدواته كمخرج لتعليم أولاده الدين واللغة، من خلال تقديم فيلمًا وثائقيا عن الإسلام، لكنه ظل يبحث لمدة خمس سنوات عن التمويل، يوضح “لأن التأثير اليهودي الصهيوني مسيطرين في هوليوود لا يمكن يعملوا فيلم إيجابي عن الإسلام، سيطرتهم مالية مش إبداعية، ليبيا مولت الرسالة وعمر المختار وعملته في وسط هوليوود قعدت في القاهرة سنة على النيل مع أكبر الكتاب في التاريخ الإسلامي والأزهر”.

وعن كواليس تقديم الفنان عبدالله غيث والفنان أنتوني كوين لنفس الدور، شخصية حمزة بن عبد المطلب عم الرسول الكريم “محمد” في نسختي فيلم “الرسالة” العربية والإنجليزية، قال “عبدالله غيث في أحيان تفوق على انتوني كوين والعكس حدث، اكتر شيء ريحني كانوا يخافوا من بعض انتوني كوين يقلد عبدالله غيث موضوعه ودينه، عايزه يبدأ الأول يشوفوا وعبدالله عايزه يبدأ الأول، حلينا المشكلة الداخلي نبدأ بالإنجليزي، الخارجي بالمجاميع كلها ما بيعرفوا انجليزي نبدأ بالعربي والمجاميع يتعودوا”.

وكان العقاد قد أحضر أنتوني كوين قبل تصوير الرسالة بشهرين، ليرتدي الملابس العربية، ويتحرك بها، حتى تنطوي على جسده بحثًا عن المصداقية.

وعن عرض الفيلم، حكى “إقبال كبير صفوف في (باريس، طوكيو، برلين) يرغبون في مشاهدة الرسالة النسخة الإنجليزية، وكان انتوني كوين عامل من عوامل جذبهم في الفيلم، وكنت قد وضعت قضية المسيح ومريم، مشهد النجاشي، استعملناه في الدعاية صار في اهتمام من العالم غير الإسلامي”.

عمر المختار

كان دافع العقاد في تقديم شخصية المناضل الليبي المُلقب بأسد الصحراء عمر المختار، رغبته في تقديم عملًا عن رمز من رموز عدم الاستسلام، وفكر في الاختيار بين “عبدالكريم الخطابي، عبدالقادر الجزائري وسعد زغلول” فوجد أن جميعهم كفاحهم انتهى بالمنفى إلا عمر المختار الذي رفض أن يتم نفيه وفضّل الاستشهاد على أرضه، وفقا لما قاله العقاد في حوار قديم له.

صلاح الدين والأندلس

كان يخطط العقاد لتقديم فيلمًا عن الناصر صلاح الدين الأيوبي، وقبله عملًا آخر عن الأندلس وانتشار حضارة الإسلام هناك، وكيف شهدت هذه الحقبة تطورا كبيرا للحضارة الإسلامية وكانت في أوج ازدهارها، في العلم والطب والفلك، ولتصوير كيف كانت الدول المتحضرة تدرس في جامعات قرطبة، يضيف “وبعد الأندلس صلاح الدين الأيوبي مو بس حارب الاستعمار هما الغرب كانوا إرهابيين حرقوا الكنائس وحرقوا بزنطة دخلوا على القدس دبحوا مسلمين ويهود ومسيحيين، صلاح كان حامي للأديان كلها بأخلاقياته الإسلامية وشهامته لو كنت عملته الوقت اللي حاولت فيه كان هيكون وجوده في هذا التوقيت مهم”.

رحل مصطفى العقاد في مثل هذا اليوم 11 نوفمبر، بعد يومين فقط من إصابته بانفجار إرهابي وقع في أحد فنادق الأردن، إذ رحلت ابنته في الحال جراء الحادث بينما ظل هو في المستشفى يومين ومات متأثرًا بجراحه.

[ad_2]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *